الخميس، 30 يونيو 2016

تصورات

كن لي أي شيء،

لعبة من صديقتي في الصف الثالث، أوراق مبعثرة في درج المكتب -الذي لم يعد يستعمل للكتابة- بضع عملات صغيرة لم يعد لها قيمة، قطعة الشوكولا في تلك البلورة الزجاجية،

بيت سمكتي التي ماتت وحيدة، لم تسعدها الأحجار الملونة في بيتها مثلما أسعدتني، سيجارة كنت أناوي تجربتها خلسة ونسيتها في أحدى الكتب.
تلك الأسطر التي لم أجرؤ أن أكتبها يوما،
رابطة شعري التي فقدتها ،وتكملة أغنيتي المفضلة التي لا أتذكر غير بدايتها،

كن لي أشيائي التافهة المنسية التي لم يراها أحد في، لا أريدك حجرا كبيرا ثمينا، أريدك حبات الرمال الصغيرة التي تتخلل الفجوات التي لا يراها أحد فتتممها، حبات الرمال الدافئة في عصر يوم مشمس بيضاء وناعمة، مشبعة برائحة البحر، لا تقاوم أن تنغرس فيها كليا فتشفى،
كن لي شفاء، من التوقعات والإعتبارت الحالمة، من الخذلان المتبادل، والأسوار التي أحطنا بها أحلامنا، منعنا عنها الشمس وأنتظرنا منها أن تنمو، الأشباح فقط هي من تنمو ف الظلام! مخاوفنا الصغيرة -أو التي كانت- بعد أن تغذت علينا وأصبحت أكبر منا، لم يعد لدي أحلام، فقط كائنات عمالقة من الخوف أعيش معاها.

أعطني كتفك أتكئ عليه ولا أبالي، أعطني يدك فأنا سئمت السعي وحيدة، حررني من تلك التوقعات التي تقيدني، وأرجوك.. أرجوك إجعلني أصدق، فأنا لم أعد أصدق شيء.

وقت الشاي (امرأة مع ملعقة شاي)
للفنان الفرنسي جان دومينيك ميتسينغر، 1911

الخميس، 31 مارس 2016

أن ترى




عندما تركتك، شعرت بالخفة لأول مرة في حياتي، أحببت الشعور ومن يومها وأن أتخلى عن كل ما يربطني بالأرض، ورغم أني أصبحت فارغة، إلا أنني لم أطر بعد،
 لقد خدعت، من قال لي أن الطيران يتعلق بالخفة -خدعني- أنظر ورائي الأن وأنظر إلي كل الأشياء الملقاة، الخيوط التي قطعتها، الصور الباهته، كل تلك الذكريات التي تبعتني فهربت منها، جريت بكل ما أملك من قوة، وبعد كل هذه المحاولات، لم أبتعد، لم أذق الخفة مرة أخرى، ولم أعرف الطيران،
 كنت خائفة أعترف، كيف يمكن أن تثق بالأشخاص هي معضلة لم أستطع يوما فهمها، ولأن ذاكرتي ضعيفة فأحساسي يقودني لطرق لا تمت للعقل بشيء، كيف يمكن أن تجهل عن نفسك كل شيء، أنك ضعيف وخائف ومزعج، نحن لا نرى شيء في أنفسنا، أحيانا نصدق أننا ما يراه الآخرون فينا، وأحيانا نحارب من أجل أن يروا فينا ما نريد، ولكن ما نحن ف الحقيقة من كل هذا، كيف تصدق ما في نفسك بدون أن تختبره، وكيف تملك الجرأة لتختبر نفسك وأنت معرض لكل الإحتمالات، والأهم، كيف تختار الطريق وأنت لا تعرف شيء عن نفسك، كل الأمور تتعلق ببعضها، الدائرة لا تؤدي لشيء غير الملل من الطريق، ما الذي تحتاجته لتخرج منها، دفعة صديق أو ربما تكون محظوظا وتجد من يأخذ بيدك،
 كيف يمكن أن ترى الطريق في هذه الظلمات، لن يحترق أحد لأجلك، لم يعد هناك ما يكفي من الضوء لكل أولئك التائهين، عليك أن تتحسس طريقك وحدك، وربما يبعث القدر بعض الضوء لك فقط لتنظر حولك وترى أنك لست وحدك، لم تكن يوما وحدك، أنت فقط لم ترى.



السبت، 20 فبراير 2016

كحبات رمان

أحب الرمان، تقول جدتي إنه في كل ثمرة رمان حبه إذا أكلتها تدخل الجنة، أكلها حتى أخرها، ألتقط ما وقع مني وأنظر حوالي لأتاكد أنه لا يوجد واحدة تختبئ، كبرت ومازلت أكل الرمان حتى أخره بحكم العادة، ذهبت جدتي وبقي كلامها، يسألني أصدقائي أين كنتي فأقول عند جدتي، فهو مازال بيتها حتى لو تركته، أكتشفت أن أبي يقول ذلك أيضا و أدرك أن هذا سيسبب الكثير من الإرتباك ف المستقبل،


لا أعلم متى تحولت لشخص يفتعل المشاعر، تجنبا للشرح- أو خوفا منه- عندما يحين وقت الفرح ستجد الإبتسامة تملئ وجهي، وف الحزن لن أبخل بالدموع، لا أشارك برأيي سوء كنت متفقة أو مختلفة فأنا صامتة أغلب الوقت، متى خرجت من اللوحة وأصبحت ف دور المشاهد !
أتابع حياتي يوميا كمتفرجة، منذ عدة شهور إكتشفت أن وسيلتي الدفاعية طوال حياتي كانت خاطئة ( التجاهل)،
إكتشفت ذلك في شجار مع صديقتي خسرت فيه ما كنت أحكم قبضتي عليه لسنوات، ومن يومها تقربيا خرجت من اللوحة، لم أعد أكتب وتوقفت عن القرأة وأكتفيت بالمشاهدة من الخارج، أعلم أن هذا لن يستمر كثيرا، عدت للقرأة وها أنا أكتب، وربما يحالفني الحظ وأشعر مجددا، وتقبلني اللوحة مرة أخرى.

أخاف من أن تنساني الحياة، فأظل لسنوات -هنا- وأنا لن أحتمل ذلك، ربما تعلقنا بالأشياء هو شكل من التمسك بالحياة، كتذكرة لها،
 أقول لنفسي :- لقد تخليت عن كل شئ، ستُنسى هنا.

أنصت مذعورة فأجري وأجري ولا أبرح مكاني، ربما.. سأظل هنا.

العمل للفنان Michael Trpák