الأربعاء، 4 فبراير 2015

الجانب الاخر من المرفأ

ع الجانب الاخر من المرفأ
هناك تلك الوردة التي لا تذبل .. وذلك الطائر الذي لا يطير .. وهذا الرجل الغامض بتلك النظارت السوادء

دائما هم هناك  .. لا الوردة تذبل ولا الطائر يحلق .. ولا الرجل يذهب
دائما هم هناك

استيقظ كل صباح لأقوم بمهامي المعتادة في المنزل .. اراقب الفتيات الاصغر سنا وهم يذهبون الي المدرسة
أمامهم بضع سنوات اخرى ويكون مصيرهم مثلي
بيت لا يتخطون حدوده

كل شي في قريتنا يتم وفقا للمتعارف عليه
فالفتيات يتعلمن حتى التعليم المتوسط .. كما هو متعارف عليه
ثم يلتزمن البيت حتى الزواج .. كما هو متعارف عليه
ثم يلتزمن بيت ازواجهم حتى الموت .. كما هو متعارف عليه

لا مجال للاعتراض في بيتنا وبلأخص اذا كان ابي هو احد كبار القرية
ويجب دائما ان يفعل ما هو متعارف عليه

الفتيات في قريتنا يخبئين الحزن بخط من الكحل الأسود مرسوم كما يريدون
خارج عما هو متعارف عليه
قريتنا تشتهر بجمال عيون فتياتها
فالكحل هو كل ما تملكه الفتاه من حريه
وكل ما هو حر جميل

ع الجانب الآخر من المرفأ
كل شي حر .. كل شي جميل

هذا الرجل الغامض ذو النظاره السوداء
بالتاكيد هو حارس المكان .. لا يسمح بالدخول إلا لمن قلوبهم حرة
لا يرضخون للحدود ولا الافكار المعهوده

أخبرت صديقتي يوما عن ما يوجد هناك
ضحكت بشدة واخبرتني انى اهذي .. والذي اراه هو بقايا احد المراكب المحطمة
لم يكن امامي فرصة لأقنع صديقتي بالعكس فبعد فترة قصيرة تزوجت وصرت ارها نادرا
لم يصبح بيننا مجال للحديث فهيا دائما متأخرة عن شي ما تسرع لتنجزه وطفليها يلحقانها بصعوبة

يوما ما سابعث لها خطابا من الجانب الأخر للمرفا واحكي لها
عن الوردة التي لا تذبل .. والطائر الذي وقع في حب الوردة واكتفي بها عن التحليق
والرجل ذو النظارة السوادء الذي يمنع قناصي الحرية من المرور..